“هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!
رحل جيريمي ماثيو عن برشلونة، لكن النادي ما زال لديه أسطورة أخرى؛ أندريه جوميز!
من الخرافات التي يؤمن بها كثير من عشاق كرة القدم؛ خرافة عجيبة تقول: “هل تعتقد أنك تفهم كرة القدم أكثر من هذا المدرب؟!” يصعقك هذا السؤال عندما تعترض على قرارٍ لأحد المدربين، حتى لو كان قراراً أحمقاً!
هذا الشخص الذي يسألك هذا السؤال، هذا الشخص نفسه، ستجده ينتقد قرارات المدربين في مواقف أخرى! ولن يسأل نفسه؛ “هل أفهم كرة القدم أكثر من المدربين؟” لن يوجه هذا السؤال إلى نفسه، لأنه يعرف إجابته، ويعتقد أنه يفهم كرة القدم.. أكثر من كرة القدم نفسها!
صمدت هذه الخرافة رغم أن تاريخ كرة القدم يزخر بقرارات المدربين الكوميدية، والأمثلة كثيرة جداً؛ مدرب يقرر الاستغناء عن لاعب ثم يتحول هذا اللاعب إلى أسطورة، ومدرب يصر على التعاقد مع لاعب لا يعرف الفارق بين الكرة.. والبطيخة!
ويُعتبر أندريه جوميز لاعب برشلونة من أبرز الأمثلة التي تدمر هذه الخرافة، فنحن لا نفهم كرة القدم مثل المدربين، لكن ذلك لا يعني أن نؤيد جميع قراراتهم في كل الأحوال، فربما يقول أحدنا رأياً أفضل من رأي المدرب الخبير، ولا يجب أن ننسى ـ على سبيل المثال ـ أن كثيراً من جماهير تشيلسي اعترضوا على رحيل كيفن دي بروين، لكن جوزيه مورينيو لم يؤمن بقدراته!
عندما نشاهد مباريات برشلونة نسأل أنفسنا هذه الأسئلة؛ “ماذا يفعل جوميز في الملعب؟ لماذا اختاره المدرب؟ هل يرى شيئاً لا نراه؟ هل نحن أغبياء إلى هذه الدرجة؟! هل نحلم؟! لماذا يلعب البرتغالي في برشلونة؟ لماذا يلعب كرة القدم؟ ما معنى كرة القدم؟!”
نسأل هذه الأسئلة بشكل لا إرادي، لسنا عباقرة، لكن الأمر بسيط؛ هذا هو الملعب، وهذا هو اللاعب، وهذه هي الكرة، ومن الواضح أن في الأمر مشكلة كبيرة ومعقدة، وبالتأكيد هذه المشكلة ليست في الملعب، وليست في الكرة، وليست في أعيننا!
من المثير للتعجب أن ريال مدريد أيضاً كان يحاول أن يتعاقد مع أندريه جوميز، لكن برشلونة فاز بهذا السباق، كيف حدث ذلك؟ ولماذا؟ أفضل فريقين في العالم في السنوات الأخيرة يتصارعان من أجل هذا اللاعب! صدق من قال “كرة القدم مجنونة”!
في الأمر شيء أكثر طرافة من مستوى جوميز، ومن صراع الناديين من أجله، ألا وهو عقد اللاعب مع البرسا، فقد دفع النادي الكتالوني 35 مليون يورو عندما اشتراه من فالنسيا في عام 2016، وينص العقد على دفع برشلونة حتى 20 مليون يورو إضافية استناداً إلى أداء اللاعب وعدد المباريات والبطولات، بالإضافة إلى مبلغ يصل إلى 15 مليون يورو.. إذا فاز اللاعب بالكرة الذهبية أكثر من مرة!
بند غريب.. ومضحك! هل ما زال فالنسيا ينتظر الحصول على 15 مليون يورو؟ وكيف وافق أندريه جوميز على هذه الكوميديا؟! وكيف يجتمع اسمه مع الكرة الذهبية في بند واحد؟ وهل توجد علاقة ـ ولو ضعيفة ـ بين اللاعب وهذه الجائزة؟!
لا يجب أن نسخر أو نعترض، فنحن لا نفهم كرة القدم أكثر من لويس إنريكي وإرنستو فالفيردي، ولسنا خبراء مثل إدارة برشلونة التي تعاقدت معه، أو مثل إدارة ريال مدريد التي كانت تريد التعاقد معه، أو مثل إدارة فالنسيا التي وافقت على بند الكرة الذهبية!
هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف